الخميس، 30 يونيو 2011

التمويل الباهظ للأفلام ليس سببا للإبداع.

بين التقنية و التمويل و الإستعراض المكلف في صناعة الأفلام السينمائية و بين الوصول الى أعلى درجات الواقعية التي تصل بمداها الى الوثائقية الناقلة للحدث و الشخصيات درجة يتعذر على البعض اكتشافها , خصوصا المتأثرين بالتمتع البصري الخلاب و الباعث على الدهشة , و صاحب صدمة التأثير . 
ملصق أفاتار مع صورة المخرج جيمس كاميرون
صورة الملصق للفلم مع صورة المخرجة بيجالو 

يكثر الحديث بين صناع الأفلام عن أهمية التمويل و الذي هو شيء لا مكان لإنكارة و إعطاءة الأهمية القصوى و التي تصل بمداها الى موازاة الفن و الإبتكار بالتمويل و الإنتاج , و تجد هذا السعي الحثيث للكاميرا المكلفة والمونتاج بالبرامج عالية التقنية و التعقيد و التي لا يمكن أيضا إنكار أثرها بإخراج المادة المصورة في الإستوديو او في مواقع منفذة أصلا سواء لتمارس دورها بالحياه بعيدا عن الأفلام أم صنعت خصيصا للأفلام , ولكن , هل يكون التمويل و المادة و التقنية العالية مبررا و مدخلا للنجاح , او على الأقل سببا للفوز بالمنافسة خصوصا أمام مخضرمين من حكام ذوي إختصاص و باع طويل في هذة الصناعة , الذي ثبت و هو كثيرا ما يتواجد في ذهن الناس او الجماعات ذوي الأفكار ذات الصبغة المثالية ان الإبتكار ليس له علاقة وثيقة بإرتفاع التكاليف , فبالمقارنة بين فلمين وصلو الى منصة الأوسكار , فلم أفاتار لجيمس كاميرون و هارت لوكر للمخرجة كاثرين بيجالو زوجة جيمس كاميرون السابقة , فلم أفاتار ذو تكلفة إنتاج 237 مليون دولار وهو فلم يحاكي بشكل او بأخر نفس قصة أمريكا و إكتشافها, عندما جاء الرجل الأبيض المتعلم و المسلح الى الأراضي العذراء أهلها وسكانها يعيشون بنوع من البدائية و قام الأول بإحتلالها و نهب خيراتها و اعتبر اهلها الأصليين مجرد حيوانات قتلهم والإعتداء عليهم هو واجب طبيعي لانهم الثاني بالنسبة إلية هم بلا حق للوجود أصلا, فلم أفاتار الذي تم عمل أغلب مشاهدة بتقنية الثلاثية الأبعاد , و بالرغم من هذة الكلفة , لم تساعد مخرجة بالفوز بجائزة الأوسكار عام 2010 لأفضل فلم او لأفضل مخرج , لأن غريمتة و طليقتة بيجالو قدمت فلم هارت لوكر ذو الميزانية المتواضعة مقارنتا بافاتار حيث حصل هارت لوكر على الأوسكار لأفضل فلم و أوسكار أخر لأفضل إخراج, فلم هارت لوكر حسب الموقع الإلكتروني قاعدة الأفلام الدولي IMDBميزانيتة وصلت 11 مليون دولار أمريكي , بمعني أن فلم أفاتار يعادل أكثر من عشرين ضعف فلم هارت لوكر الذي يعالج حالة قد يكون البعض من الأمريكيين قد سئم منها كأفلام كثر إنتاجها, أو كقصة حقيقية , لأنها تتحدث عن الجيش الأمريكي في العراق , لكن الذكاء الذي قدمتة بيجالو في هذا الفلم أنة ليس فلم الأكشن الذي يصور الأمريكي المدجج بالاسلحة و المحترف بالقتل و التدمير و محاربة الأعداء ,طبعا هنا في هذا الفلم العراقيين هم الأعداء بطريقة رؤية الامريكيين هم لواقعهم كجنود مبعوثين لحفظ الأمن ومنع الإرهاب و ذلك حسب إدعائهم, قامت بيجالو بإستخدام أسلوب التصوير الوثائقي , والذي تم تصويرة هنا في الأردن , ذو الخصائص التي تبتعد عن مثلا معالجة الألوان و تحديد الكادر الذي يتحرك به الممثل بشكل شديد الدقة كما في الأفلام الروائية التقليدية, مع أن الفلم هو روائي لكنة في نفس الوقت يتحدث عن توثيق الحالة التي يعيشها الجنود في العراق و التحدث عنهم كبشر بإظهار حالة الذعر و الخوف , إظهارالجندي كإنسان , وأنه يعد أيام وجودة في كتيبتة بالعراق حتى يأتي يوم عودتة لوطنة , بطل الفلم هو الذي ظهر كإنسان لا يبالي كثيرا بمصيرة و كان هذا ذكاء كبير من بيجالو إظهار كيف يكون الإنسان الجندي وليم الذي أدى دورة الممثل جيرمي رنر, لا يمانع بدخول أخطر المواقف كأنه يهرب من ماضيه فأصبحت الحرب بالنسبة إلية ملاذ يختبئ به. 

بين الفلمين الرائعيين فروقات بالتمويل و التقنية والاسلوب و لكن الذي أثبتته بيجالو ان بنية الفلم الذي يتحدث عن حياة الناس بشكل صادق ووصولة الى درجة الواقعية التوثيقية و إنتاجة و تصويرة بهذة الأسلوبية أضاف نوع من التكامل من بنية القصىة , وهو الذي كان أقرب لنفس المشاهد, و هذا يعطي نوع من العذر لكاميرون لان فلمة الفنتازيا الأكشن او الحركي هو أصلا مبني ليكون بهذة الطريقة و بالتالي إستخدامة لتقنية التصوير ثلاثية الأبعاد للرسومات هي مبررة , ولكن في النتائج قد سئم الناس من التقنيات الباهرة خصوصا محترفي الصناعة ذوي الرؤية المتقدمة و توجهوا للعنصر الإنساني الصادق أكثر , والذي يقربهم للقصة بشكل أعمق.

السبت، 18 يونيو 2011

روبن هود

الفلم من إنتاج عام 2010 للسيناريست و كاتب القصة برايان هيلجيلاند  , إخراج رادلي سكوت  و بطولة روسل كرو و كيت بلانشيت , و هو التعاون الثاني بين إثنين من فلم جلادياتور لنفس المخرج و بطل الفلم , و الذي يثبت نوع من التفاهم الشديد بين المخرج و الممثل روسل حول نوعية هذة الأفلام البطولية التاريخية.
تدور أحداث الفلم حول روبين لونجستراد المحارب الإنجليزي الذي يحارب من الدفاع عن الملك بدون قناعة حول سبب حروبة التي خاضها من الأراضي المقدسة بفلسطين , بعد قتل الملك قلب الأسد , يحاول روبن الهروب و هنا تبدأ الحبكة للفلم حيث يرى روبن أحد الجنود الذين ينقلون تاج الملك المقتول بالحرب,هذا الجندي  تعرض للقتل من رجل خائن من نفس الصف الإنجليزي, فيطلب من روبن و هو يلتقط أنفاسة الأخيرة بتسليم سيفة لأبيه , و يطلب الرجل قبل الموت ان يتعهد روبن له بذلك ,بعد ان يقبل و يذهب لتلبية العهد يتعرف على زوجة الرجل المقتول و يقع بحبها بعد عدد من حالات الكر و الفر , فيقوم اب  الجندي المقتول بطلب من روبن ان يبقى عنده على انه إبنة , أثناء هذة الأحداث يتم تنفيذ المؤامرة من الرجل الإنجليزي الخائن بالإتفاق مع الملك فيليب ملك فرنسا من أجل إحتلال نوتنجهام البريطانية , و التي يقوم روبن نفسة بالعمل البطولي للدفاع عن أراضيه خصوصا بعد ان يعرف السر الذي كان مخفيا علية من اب الرجل المقتول الذي جاء لتسليمة سيف ابنة  و الذي يوضح اصل روبين لنجستراد, روسل كرو النجم يظهر براعة المحارب الذي دخل معركة في البداية رغما عنه لكنة أظهر نوع من الإندفاع الذاتي بعد معرفة أصلة لابن محارب .
تظهر في الفلم البراعة المتناهية في الإخراج لمخرج عريق و متمرس بهكذا نوعية من الأفلام التي تتطلب عدد كبير من الفنيين المتخصصين في إدارة المجاميع(stunts) , حيث نري القدرة في إدارة الجيوش لإضفاء عنصر الواقعية الذي يعكس حالة الموقف في الفلم , حركة الجيوش البشرية المدروسة جيدا السيطرة على كل عنصر في كل لقطة تؤخذ في الفلم , حركة الكاميرا المتفاعلة تماما مع أداء الممثلين و الزواية المدروسة جيدا, لا تخلو من الكاميرا المهتزة في بعض اللقطات , التقطيع السريع في المونتاج لجذب عين المشاهد  , الموسيقى التصويرية التي تتميز بشخصية العصر و حتى بأدواتة الموسيقية  التي تعكس الحالة التي يعبر عنها المشهد, حيث لم يتم إستخدام موسيقى إلكترونية,فعلا المشاهد يشعر بإرتفاع الأدرينالين.
أعتقد ان هذا الفلم من الأفلام المهمة , لكنة بنفس الوقت يغير الصورة النمطية التي تكونت عن روبن هود و هذا هو الذي برع فيه كاتب السيناريو , و المخرج ,إذ نجح من نقل صورة روبن لنجستراد من لص مشاكس أو صعلوك يعيش بحجة الفقر من السرقة  الي بطل تاريخي له مكانة في وجود ومكانة الدولة , فيا لها من لغة هذة اللغة السينيمائية ,  أيضا ظهر في الفلم صورة الملكة الأم و هي تردي ملابس تعود الي العصور الغابرة قبل مئات من السنوات كانت لم تخترع فيه بعد البنادق او المدافع بعد , تبدو الملكة بملابس تغطي الرأس و الشعر و لا يظهر منها سوا يديها ووجهها , و هو يماثل الملابس التي ترتديها المراة المسلمة المحجبة اليوم , يعود هذا الي البحث الدقيق في التاريخ , و بالتالي إذا كان التاريخ لدولة عظمى يحسب حسابها تكون ترتدي الملكة نفسها زيا مماثلا للحجاب , لماذا الأن تمنع من إرتداءة الإناث في أوروبا في الأماكن العامة و منهم كما في فرنسا تمنع من إرتداءة في المدرسة , شيء غريب .

تكملة لموضوع الفنانين الخارجيين

  المقصود بهم الممارسين لاي نوع من انواع المهرات الفنية و هؤلاء الناس هم لا ينتمون الى التيار العام في الوسط الفني , اي انهم لا يحضرون المعارض الفنية و لا حتى يعلمون اسماء الفنانين الموجودين في نفس مكان عيشهم . 

انا متأكد ان كثير من هؤلاء موجودين في كل مكان في العالم , ممكن ان تكون انت نفسك الذي تقرأ هذة المدونة . 

هؤلاء الفنانين المجهولين هم الذين يؤئرون على مجريات التيار الفني في العالم , لان الفنان كي يكون مبدع علية ان يقدم شيء جديد عن ما هو قديم أصلا اي ان تقدم شيء ينتمي الى ما صنعة غيرك لمنة يتميز بإضافة له , لكن السؤال هو, انه اليس كل واحد منا ينتمي الى بيئة مختلفة عن الاخر و بذالك يكون العالم الداخلي لكل واحد من يختلف عن الاخ الذي يعيش معه تحت سقف واحد ؟ 

الإجابة هي انه اكيد كل واحد منا يتأئر بالثلات عوالم الرئيسية , المكان , الزمان , الإنسان 

و بالتالي يكون كل واحد مختلف عن الاخر و يكون تفاعلة حول المحيط الذي حولة بشكل مختلف اذا علاقة هذا بالفن , انة اي فنان يقوم بممارسة العمل الفني و يحاول إخراج ما يوجد بداخلة على اللوحة يكون هذا الشيء خاص و نقي و بالتالي يكون اذا ما تأثر أصلا بما رأى سيكون إنتاجة مميزا و بالتالي يكون الفنان قدم عمل فنيا مميزا . 

اذا القضة ليست قضية ابداع بقدر ما هي قضية الصدق مع الذات و تقديم ما يوجد بداخلي كإنسان .

(Outsider art) فن الخارجيين

الحديث في هذا المقال ليس عن الفن المنتج من الفنانين الذين يعملون في صميم عالم الفن , كمجال إحتراف رسمي , بل هو من جهه الخارجيين , من عوالم أخرى و يمارسون الفنون بأواعها .

إن مصطلح فن الخارجيين ((outsider art كان قد ظهر الى العالم من خلال الناقد الفني روجر كاردينال بتاريخ 1972 ككلمة إنجليزية مرادفة للفن الجاف او الخشن (art brut) مصطلح أطلقة واستخدمه الفنان الفرنسي جان دوبوفيه ليصف الفن الذي تم انتاجه خارج الأطر الرسمية للثقافة( المقصود هنا الوسط الفني التقليدي) ركز دوبوفية بالدرجة الاولى(بهذا الفن) على الفن المنتج من مصحة للمضطربين نفسيا.

بينما كان مصطلح دوبوفيه(art brut) (الفرنسي الجنسية ) محدد جدا , كان المصطلح الإنجليزي ( outsider art) مستخدم في إطار اوسع وأشمل , من أجل ربط و شمل صانعو( الفن الساذج) الدارسين على انفسهم و الذين لم يكونوا مؤسسين و متدربين . و التقليدي هؤلاء الفنانين كانو بالكاد او حتى لا يمتلكون اي اتصال مع التيار الرئيسي في عالم الفن.


غالبا كان فنهم و عملهم يكتشف بعد موتهم . كثير من الفن المنتج من الفنانين الخارجيين يمثل حالة عقلية متطرفة , افكار غير تقليدية , او تفصيلات لعالم خيالي .

فن الخارجيين ((outsider art اصبح من فئات السوق الفنية الناجحة , حيث يوجد فعاليات و معارض فنية سنوية تقام في نيويورك منذ 1992. المصطلح يساء فهمة كعلامة تسويقية للفن الذي ينتجة اشخاص من خارج ( عالم الفن) الرئيسي حسب ما اصطلح تسميتة , بغض النظر عن ظروف و الحاله التي يعيشها عالمهم .

في رسالة كتبها الفنان العالمي فنسنت فان كوخ الى اخيه ماثيو ( اذا كنت استطيع ان اعمل اي شيء لك , يمكن ان يكون فية منفعة لك , اعلم انني تحت تصرفك .نحن بالاحرى بعيدين كل البعد , و من المحتمل لنا رؤية مختلفة حول بعض الاشياء , لكن من الممكن ان تأتي ساعة , في احد الايام , عندما نكون في خدمة بعضنا البعض ) 

يقصد بانة بعيد كل البعد عن الوسط الفني التشكيلي الرئيسي آنذاك.

ايضا يمكن القول ان تطور الوعي حول الاشياء و الاشكال و طريقة الابداع في التعبير عن رؤيتها التي تواجدت من خارج الاوساط الثقافية التقليدية , او حول مملكة الجمال في ( الفنون الجميلة), بدأت من خلال الباحثين في مجال علم النفس في بواكر هذا القرن .
كان عمل الدكتور مورجان ثالر في توثيق مريضة ادولف وولفي , عبقري كان انتج الاف من الاعمال من وحدات صغيرة في المصحة الخاصة بالدكتور بسويسرا . الكتور هانز برنزهورن قام بجمع الاف من الاعمال لمريضة النفسي في كتابة ( الفنية في الاضراب العقلي)
, تم نشرة عام 1922 و اصبح عمل له تأثيرة على الفنانين السريالين و غيرهم من في ذلك الوقت .
واحد من الفنانين الذين تأثروا بالعمل الذي انجزة الدكتور هانز , هو الفنان الفرنسي جون دوبوفيه.


احد أعمال الفنان الفرنسي دي بوفيه 

معا و مع الاخرين من ضمنهم اندريه بريتون , شكل جماعة الفن الجاف او الفن الخام (Compagnie de l’Art Brut) في عام 1948, و كافح في جمع اعمال ذات فردية متطرفة و ابداعية من منتجين لم يكونوا فقط غير مدربين و لكنهم ايضا كانوا يعلمون القليل عن صالات العرض او غيرها من الاشكال او النماذج الفنية الخاصة بالفن غير التي كانوا يعلمونها .


مفهوم دوبوفيه عن ( الفن الجاف او الخشن – حسب اصطلاحة)حول اعمال كانت في حالتها الخام , لم تكن مطهية بالمؤثرات الثقافية و الفنية .


قام ببناء مجموعة ضخمة مكونة من الاف القطع , اعمال في جوفها لا يوجد علاقة للفن الحديث , عندما كانت تمثل قوة في التعبير من شريحة كبيرة من الافراد من مختلف الثقافات.



سيمون روديا 









مجموعة دوبوفيه العظيمة حصلت على مقر او مكان دائم في مدينة لوزان , و لمجموعة الفن الخشن او الخام هي الان من الاقوى و الاكثر تأتيرا بين مختلف المتاحف الفنية المشهورة في اي مكان في العالم .


التوازي بين التطور في الوعي الفني تجاه الرسم و النحت ادى الي الدخول في عالم الفن الخام , و كان إكتشاف هذا الابداع البيئي من قبل مجموعة متشابهة من الأفراد يعملون في نفس المجال .من ضمن الاشهر منهم باليس ايديال , بني من قبل ساعي بريد شيفال , حظي باكثر الاهتمام من قبل السيرياليين الذين اعجبوا بتحقيقه الواقية بتمثيل افكاره من خلال هذة البنية المدهشة , المنتج كان من نتاج ثلاثون عاما من العمل المخلص.


في لوس انجلس ابراج واتس المدهشة , كان نتاج مجهود مماثل لعامل ايطالي مهاجر يدعى سيمون روديا الذي اصبح الخطوة الاولى في الاعتراف بالحجم الكبير من هذة الفئه الموجودة في امريكا .






اليوم مع زيادة الوعي في هذة النماذج من التعبير و الإبداع ادت الى وجود مجموعة من المؤسسات الصغيرة في اوروبا و امريكا أٌسست من اجل المحافظة على هذة الأعمال و دعم منتجي هذه القطع الفنية .


و مجموعة اخرى مشابه للوزان كانت قد انشأت في مدن كثيرة مجاورة و معارض كثيرة ذات مظاهر مختلفة لكنها تنتمي لنفس التيار كانت تظهر بشكل متتالي .